حركة الإصلاح الديني الأوروبي جذورها التاريخية وأهدافها الرئيسية

حركة الإصلاح الديني الأوروبي، التي بدأت في القرن السادس عشر، كانت تحولاً عميقاً في المشهد الديني والثقافي لأوروبا. جذورها التاريخية تعود إلى مارتن لوثر، الراهب الألماني الذي عارض تعاليم الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، خاصةً قضية الغفران. لوثر أصدر النصوص التسعين، التي تحدت سلطات الفاتيكان ورفضت فكرة شراء الغفران بالمال، معتبراً ذلك انتهاكاً لتعاليم الكتاب المقدس. هذا أدى إلى انشقاق كبير داخل الكنيسة المسيحية التقليدية. بعد عدم الاستجابة لانتقادات لوثر، نشر نظرياته حول الثقة في رحمة الله عوضاً عن الأعمال الصالحة كمصدر للغفران، مما أدى إلى تشكيل الكنيسة اللوثرية، أول فرع رئيسي للإصلاح البروتستانتي. بعد فترة وجيزة، ظهر جون كالفين، المفكر الديني السويسري الذي أسس الكنيسة الكالفينية وشدد على أهمية الوحي الشخصي وحرة إرادة الإنسان تحت حكم الله. هذه الأفكار أدت إلى صراعات دموية ومعارك سياسية ودينية خلال الحرب الثلاثين عاماً. ومع ذلك، استمر تأثير هذه الحركات الإصلاحية حتى اليوم، ويمكن رؤيته في الاختلافات الكبيرة بين الطوائف الدينية المختلفة عبر العالم الغربي.

إقرأ أيضا:تاريخ قبيلة شياظمة بالمغرب حسب ابن خلدون
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم:
السابق
الشذوذ الجنسي والقيم الإسلامية تحدٍ بين التسامح والتمسك بالأخلاق
التالي
أبرز علماء المسلمين في الهندسة إنجازات بارزة في العلوم التطبيقية

اترك تعليقاً