رحلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم نحو النبوة بدأت منذ طفولته التي كانت مليئة بالتحديات. فقد نشأ في بيت عريق يعود نسبه إلى هاشم بن عبد مناف، وفقد والديه في سن مبكرة، حيث توفي والده عبد الله أثناء حمل أمه آمنة بنت وهب، وتوفيت أمه بعد ذلك ببضع سنوات. تولى جدّه عبد المطلب رعايته حتى وفاته، ثم انتقل لرعاية عمه أبي طالب الذي أصبح له كالأب الحاني. هذه الظروف القاسية لم تؤثر سلباً على شخصيته، بل اكتسب قوة تحمل وصبر جعلت منه رجلاً رحيم القلب ومتسامحاً. عمل مع الجمال والتجار المحليين، مما أكسبه خبرة واسعة بالحياة العملية والأخلاق الحميدة للقبيلة العربية آنذاك. كما أمضى فترة طويلة يرعى الغنم وقوافل تجارية لأرباب العمل المختلفين. كل تلك التجارب شكلت أساس تقديس الناس لشخصيته لاحقاً وأثرت بشكل عميق على رسالته الدينية القادمة. على الرغم من عدم وجود التعليم الرسمي آنذاك، إلا أنه تميز بطيبة قلبه وحكمته ودماثة خلقه. كان يُلقب بحافظ الوادي لأن العرب كانوا يضعون وثائقهم المهمة عنده لما عرف عنه من صدق وأمانة واحترام للأديان الأخرى الموجودة وقتها مثل اليهودية والمسيحية. هذه الصفات الإنسانية العظيمة هي جزء أساسي مما جعله مستعد لتحقيق سعادة البشرية عبر الدعوة للإسلام.
إقرأ أيضا:قبيلة أولاد مطاع بحوز مراكشإقرأ أيضا