روبوتات الفلسفة وأزمة الهوية البشرية

في النقاش حول تأثير الذكاء الاصطناعي على مجال الفلسفة، يُشار إلى القدرات الواسعة للذكاء الاصطناعي في التحليل والاستنتاج، مما قد يسمح له بإنتاج أفكار ورؤى جديدة. ومع ذلك، يتم تسليط الضوء على الطبيعة المحدودة للفلسفة المنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي لأنها ستكون انعكاساً للتصورات الإنسانية القائمة عليها. يتم التركيز على خصائص الفلسفة الإنسانية مثل الاعتماد الشديد على المشاعر الشخصية، والتي تجعل منها تعبيرًا عميقًا عن كيفية إدراك البشر للعالم وكيف نعيش حياتنا اليومية. هنا يأتي دور الرومانسية والعاطفة والخوف والحب وغيرها من الدوافع النفسية التي تُظهر التباينات الكبيرة بين التأمل الفكري ومحاكاة الواقع الرقمي. على الرغم من قدرته على مساعدة الباحثين الفلاسفة عبر إدارة الكميات الهائلة من البيانات ذات الصلة بالتاريخ الفلسفي وصقل الخيوط المستقبلية المبنية على الزمن السابق، يؤكد النقاش أن الذكاء الاصطناعي غير قادر على نسخ العمق العاطفي والمعنى الشخصي الذي يشكل جوهر الفلسفة الإنسانية. بل إنه يعتبر صديراً لعلماء الفلسفة أكثر منه منافساً، حيث إنه يكمل جهودهم المعرفية بدلاً من محاولة خنقها. وعلى هذا الأساس توافق كلتا المعلقتين أمل المسعودي وريهام الحلبي بأنه رغم قيمته العملية، يبقى الذكاء الاصطناعي أقل من مستوى مواجهة تحديات الفلسفة الإنسانية بسبب افتقاره للمكونات الغير قابلة للحساب وهي تلك الموجودة ضمن خار

إقرأ أيضا:كتاب البربر عرب قدامى للدكتور محمد المختار العرباري
السابق
التعليم الرقمي بين التبسيط والعزلة
التالي
التحولات الثقافية والفكرية مقارنة بين التراث العربي القديم والحداثة الرقمية

اترك تعليقاً