سلا تاريخ وتراث عريقان تتجسدان عبر الأزمنة

سلا، المدينة المغربية التي تقع على ضفاف نهر أبي رقراق، تحمل تاريخاً عريقاً وتراثاً غنياً يمتد عبر العصور. يعود أصلها إلى القرن الثامن الميلادي، حيث كانت موقعها الاستراتيجي وخصوبتها وسواحلها المترامية عوامل جذب للاستيطان البشري. خلال فترة الدولة الإدريسية، ازدهرت سلا كمركز تجاري مهم بفضل موقعها الوسطى بين القارتين الأفريقية والأوروبية. حافظت المدينة على دورها الحاسم كمرفأ بحري رئيسي خلال العصر الموحدي والإدريسي، ولكن عصر الدولة المرينية يعد من أكثر الفترات شهرة لسلا بسبب بناء حصن الرباط الذي تحول إلى العاصمة الرئيسية للدولة المرينية قبل انتقال مركز الحكم إلى فاس. في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، شهدت سلا تأثيرات كبيرة مع محاولات البرتغاليين للسيطرة عليها، ولكن تم طردهم بواسطة السلطان أبو عبدالله محمد الشيخ. بعد هذا الانتصار، استمرت سلا في لعب دور بارز في التجارة البحرية والعسكرية تحت حكم أولاد علي وأولاد عرفة. في العصر الحديث، شهدت سلا تطورات كبيرة جعلتها واحدة من أهم المدن الصناعية والتجارية بالمملكة المغربية، بالإضافة إلى كونها وجهة ساحلية مشهورة للسياحة الداخلية والخارجية. تتمتع المدينة بثراء ثقافي غني يظهر في معالمها التاريخية مثل القصبة والحمامات الرومانية وجامع سيدي عبد الرحمان الزيتوني الكبير، مما يجعلها

إقرأ أيضا:كتاب أساسيات كيمياء البوليمرات والغروانيات
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم:
السابق
بناء شخصية قوية تحديات واستراتيجيات
التالي
واقع المعزز والتعليم جدلية بين القديم والجديد

اترك تعليقاً