حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حول قيام الليل يوضح درجات متعددة من العبادة بناءً على عدد الآيات التي يتم قراءتها. يشير النبي الكريم إلى أن قراءة عشر آيات فقط في الليل تكفي للخروج من فئة الغافلين، مما يشجع المبتدئين على الالتزام بهذا الأمر. أما من يقرأ مائة آية، فيُعتبر من القانتين، وهم المتعبدون المتقربون إلى الله. هناك مرتبة أعلى تُعرف بالمقنطرين، وهي تشير إلى درجة عالية من البركة والثواب، حيث يُشبه الشخص الحائز على أموال كثيرة جدًا. هذا التشبيه ليس لإعطاء الأولوية للمال، بل للإشارة إلى عظم المكافأة الروحية والعينية لهذه الدرجة من الإيمان والعطاء الديني. العلماء يختلفون حول مدلول عبارة “قام” في الحديث، سواء كانت تعني الحركة البدنية لقراءة الآيات أو مجرد قراءة وتدبر كلام الله أثناء صلوات الليل. ومع ذلك، يتفقون على أن تأثير الوقت والترديد وحفظ النص القرآني ودراسة معانيه وأثر تطبيق توجيهاته العملية يؤدي إلى بلوغ المرء إحدى هاتين المستويين الأخيرين من الثبات المطلق والاستعداد المطلق لتقديم الذات لله الواحد.
إقرأ أيضا:المغرب العربيشرح حديث من قام بعشر آيات
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: