غار ثور، الواقع في منطقة جبل ثور بالقرب من مكة المكرمة، يُعتبر موقعاً تاريخياً هاماً في الإسلام. هذا الكهف كان ملاذاً للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكريم أثناء هجرتهم إلى المدينة المنورة، وهي فترة تُعرف باسم الهجرة. خلال هذه الفترة، اختبأ الرسول الأعظم ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنهما داخل الغار لمدة ثلاث ليالي، مما سمح لهم بالفرار من مطاردات قريش التي كانت تحاول القضاء عليهم بسبب نشر الدعوة الإسلامية الجديدة. هذه الحادثة تُعتبر لحظة أساسية ومفصلية في تاريخ الإسلام، حيث تُجسد التضحية والصمود في وجه الظلم والاستبداد. تبلغ مساحة الكهف حوالي متراً مربعاً وقد تم ترميمه للحفاظ عليه كمركز ديني وثقافي مهم. اليوم، يُعد زيارة هذا الموقع جزءاً أساسياً من الرحلات الدينية لكثير من المسلمين الذين يأتون لأداء فريضة الحج والعمرة. يمكن الوصول إلى غار ثور عبر رحلة قصيرة سيرًا على الأقدام بعد النزول من الطريق الرئيسي المؤدي لجبل عرفات، مما يجعله من أكثر المعالم الطبيعية شهرة وأبرزها في الجزيرة العربية لما يحمله من أهمية روحية وتاريخية كبيرة.
إقرأ أيضا:قبائل بني كيل المعقلية بالمنطقة الشرقيةإقرأ أيضا