في قلب تونس العريقة، تبرز مدينة القيروان كمركز تاريخي للحضارة الإسلامية، حيث نشأت زينب بنت غالب، الشاعرة والمؤرخة البارزة في القرن الثامن الهجري. ولدت زينب في عائلة مرموقة عام 700 هـ، ونشأت في بيئة تعزز العلم والثقافة، مما أثرى مواهبها الشعرية والفكرية. درست مع أشهر علماء عصرها مثل ابن دقيق العيد وابن الجزري، الذين شجعوا مواهبها الفذة. شعر زينب كان يعكس هموم المجتمع وسعاداته، بالإضافة إلى روح الإصلاح الاجتماعي والديني. من أشهر قصائدها “أَلا يا وَطَنُ لا أَدَعِي كُلِّ ذِمَمٍ”. كما برعت في التأليف والتاريخ، حيث كتبت كتاب “تاريخ الأندلس”، الذي يعتبر مصدراً ثاقباً لدراسة فترة الحكم الأموي والإسلامي في إسبانيا. على الرغم من التحديات التي واجهتها كامرأة في عصر لم يكن فيه التعليم متاحًا للمسلمات دائمًا، إلا أن زينب تحدت هذه العقبات وأصبحت رمزاً للإنجاز النسائي. توفيت عام 780 هـ، تاركة وراءها تراثاً ثقافياً وفكرياً أثراً خالداً حتى وقتنا الحالي.
إقرأ أيضا:سَقْصى (سأَل)
السابق
شعر والشعراء في اليمن خلال العصر الجاهلي نبذة عن أعمال محمد حسين الفرح
التاليرحلة اكتشاف الذات عبر طريق الهجرتين تحليل نقدي لكتاب محمد عابد الجابري
إقرأ أيضا