قوانين حمورابي تُعتبر نظاماً قانونياً ثورياً في التاريخ القديم، حيث تم وضعها حوالي عام قبل الميلاد خلال فترة حكم الملك البابلي الشهير حمورابي. هذه القوانين كانت تهدف إلى توحيد القواعد والقوانين المتفرقة بين مدن الدولة البابلية، مما ساهم في تنظيم الحياة الاجتماعية والدينية والاقتصادية للشعب البابلي. لوحة حمورابي التي نقش عليها النصوص القانونية تُعد شاهداً بارزاً على تقدم الحضارات القديمة ووعيها بالقوانين المنظمة للحياة اليومية. شمولية هذه القوانين ونظاميتها العالية جعلتها تتضمن أكثر من مادة قانونية تتعلق بمختلف جوانب الحياة اليومية للمواطنين البابلنيين، بما في ذلك العلاقات الاجتماعية مثل الزواج والحضانة والأحوال الشخصية للأطفال، بالإضافة إلى الجرائم والعقوبات المرتبطة بها. مبدأ “العين بالعين والسن بالسن” كان أحد أبرز سمات هذه القوانين، حيث يعكس فكرة العدالة الانتقامية التي كانت شائعة في المجتمعات القديمة. ما يميز هذا النظام هو وضوحه وتحديده للعقوبات لكل فعل غير مشروع، مما جعله فعالاً وقابلاً للتطبيق العملي. كما أكدت بعض فقرات تلك القوانين على حق الدفاع الشرعي وحماية الضحية، مما يمكن اعتباره أحد أولى مظاهر حقوق الإنسان المعترف بها رسمياً ضمن نظام قضائي قديم. تأثير قوانين حمورابي امتد حتى بعد زوال حضارتها الأصلانية، حيث استوحيت العديد من الدساتير المدنية الحديثة منها مباشرة، خاصة فيما يتعلق بتحديد
إقرأ أيضا:الأسرة الطبية الأندلسية: بنو زهر 1 (أبو بكر محمد)قوانين حمورابي نظام قانوني ثوري في التاريخ القديم
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: