لماذا سمي البحر الأسود بهذا الإسم

سمي البحر الأسود بهذا الاسم بسبب عدة عوامل تاريخية وجغرافية. في العصور القديمة، أطلق عليه الإغريق اسم “البحر المعادي” أو “البحر غير المضياف”، وذلك بسبب صعوبة الإبحار في مياهه وعواصفه الشديدة، بالإضافة إلى وجود القبائل المتوحشة على طول ساحله. ومع ذلك، تغير هذا الاسم لاحقًا إلى “البحر المضياف” بعد سيطرة اليونانيين عليه.

في العصور الوسطى، خلال فترة الإمبراطورية العثمانية، أطلق عليه اسم “بحر السياه” أو “كارادينيز”، والذي يعني “البحر الأسود” باللغة التركية العثمانية. يعود أصل هذا الاسم إلى المصطلح اليوناني “بونتوس أكسينوس”، والذي يعني “الأجسام ذات الألوان الداكنة”. وقد ساهم ظهور مياه البحر باللون الأسود خلال العواصف الشديدة في فصل الشتاء، بالإضافة إلى وجود مادة الرواسب الطينية السوداء في مياهه، في ترسيخ هذا الاسم.

كما أن هناك عوامل جيولوجية ساهمت في تسمية البحر الأسود بهذا الاسم. فهو يمتاز بكونه أكبر تجمّع مائي مع حوض ميروميتيك، حيث تمنع الطبقة السفلية من الحصول على الأكسجين الموجود في طبقات المياه العلوية، مما يجعل الطبقات السفلية العميقة للبحر شبه ميتة بيولوجياً. بالإضافة إلى ذلك، يحتفظ قاع البحر بالعديد من جثث الذين لقوا حتفهم في مياه البحر عبر مئات السنين، مما يرتبط اللون الأسود عادةً بالموت.

بشكل عام، سمي البحر الأسود بهذا الاسم بسبب مجموعة من العوامل التاريخية والجيولوجية التي ساهمت في ترسيخ هذا الاسم عبر الزمن.