تولّى معاوية بن أبي سفيان الحكم بعد فترة انتقالية مضطربة، حيث واجهت الخلافة الإسلامية تحديات سياسية ودينية كبيرة. كان معاوية شخصية بارزة في عهد الجاهلية والإسلام المبكر، معروفاً بشخصيته القوية وأسلوبه الدبلوماسي الفريد. بعد وفاة عمر بن الخطاب، تولى عثمان بن عفان السلطة، لكنه واجه انتقادات بسبب قراراته المنحازة لأسرته، مما أدى إلى ثورة انتهت بمقتله. استغل معاوية، حاكم الشام آنذاك، الفراغ السياسي وبدأ حملته نحو الكوفة لاستعادة النظام. نشب صراع بين معاوية وعلي بن أبي طالب، مما أدى إلى الحرب الصفري. على الرغم من النكسات العسكرية، نجح معاوية في تحويل مجرى الصراع لصالحه باستخدام استراتيجيات مدروسة ومناورات دبلوماسية ودعم القبائل العربية المهمة. لعب شعاره الشهير “لا إله إلا الله” دوراً محورياً في تعزيز قبوله كزعيم شرعي. في النهاية، تمكن معاوية من تأسيس الخلافة الأموية واستمرارية الدولة الإسلامية تحت رايتها الجديدة. تميز حكمه بإنشاء الإدارات المركزية وتعزيز قوة الجيش العربي وتوسيع حدود المملكة خارج الجزيرة العربية. كانت فترة ولايته حاسمة ومفصلة بالنسبة لدولة الخلافة الإسلامية.
إقرأ أيضا:هل أصبحت العروبة مُحرمة بينما الانتماء لغيرها جائز؟
