مفهوم العدالة الاجتماعية في الفكر الإسلامي المعاصر يستند إلى مبادئ راسخة ومعايير واضحة ترسخت عبر القرون. يُعتبر مفهوم العدالة مركزياً في الثقافة الإسلامية، حيث يعكس علاقة متوازنة بين الحقوق والواجبات. العدالة الاجتماعية في هذا السياق تعبر عن نظام حكم عادل يكفل لكل أفراد المجتمع فرصاً متساوية، بعيداً عن المحاباة. الشريعة الإسلامية تؤكد على مبدأ المساواة بين الناس بغض النظر عن خلفياتهم الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية. القرآن والسنة النبوية يشددان على قيمة الأخوة الإنسانية كأساس لإنشاء مجتمع عادل وشامل. الزكاة، وهي فرض عين على مالكي الثروات، تُعتبر أداة رئيسية لتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال تقليل الفجوة المالية بين طبقات المجتمع المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، اتخذت التشريعات الشرعية تدابير لحماية خصوصيات الإنسان وكرامته الشخصية، مما يدل على اهتمام الدين الإسلامي برعاية رفاهية الأفراد والجماعة ككل. العديد من الباحثين والمفكرين المعاصرين يسعون لفهم كيفية توظيف المبادئ والقيم الإسلامية لتحقيق مستويات أعلى من العدالة الاجتماعية في المجتمعات المتنوعة. كتاب “العدالة الاجتماعية في الإسلام” للدكتور محمد قطب يعد مرجعاً رئيسياً في هذا المجال، حيث يقترح سيناريوهين لتحقيق نوع جديد من الرقابة الذاتية المنظمة بالنظام الحاكم بالشريعة الإسلامية بدلاً من الاعتماد الكبير على النظام الحكومي التقليدي.
إقرأ أيضا:فتوحات الوليد بن عبد الملك.. العصر الذهبي للدولة الأمويةمفهوم العدالة الاجتماعية في الفكر الإسلامي المعاصر رؤية شاملة لمبادئ وممارسات إسلامية راسخة
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: