في الشريعة الإسلامية، يُعتبر المال عنصراً أساسياً في الحياة اليومية للمؤمن، حيث لا يقتصر دوره على كونه وسيلة لتبادل الخدمات والسلع المادية فحسب، بل يشمل أيضاً المنفعة والمعرفة والقيم الروحية. يُصنف المال إلى ثلاثة أنواع رئيسية: الملكية، التي تشمل الأشياء المادية مثل العقارات والممتلكات الشخصية والإنتاج الزراعي والصناعي؛ والمنفعة، التي تمثل القدرة على الحصول على خدمات أو استغلال موارد بشكل مؤقت؛ والقيمة المعنوية، التي تتضمن القيم الأخلاقية والنفسية والعاطفية المرتبطة بالمال. يتميز النظام المالي الإسلامي بعدة خصائص مميزة، منها توازن المصالح الذي يسعى لتحقيق التوازن بين احتياجات الفرد ومصلحة المجتمع الأوسع، مما يعزز التضامن الاجتماعي والمسؤولية الجماعية. كما يؤكد على الكسب الحلال من خلال الوسائل المشروعة فقط، بهدف تجنب الربا والاستغلال وضمان سلامة النوايا. ويشجع النظام المالي الإسلامي على الإنفاق الخيري والجهاد في سبيل الله وزكاة المال لصالح الفقراء والمحتاجين. بالإضافة إلى ذلك، يركز النظام التعاوني على العمل المتبادل وتعزيز روح التعاون بدلاً من العلاقات التجارية ذات الطابع الفرداني الضيق. بهذه الطريقة، يكمل المال دوره في حياة المؤمن باعتباره مساعداً هاماً لبناء مجتمع مترابط عادل ومتراحم تحت ظل حكم قانوني واضح وعادل.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : دَفَّكمفهوم المال ودوره في الشريعة الإسلامية
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: