نشأة وتطور النظرية التفاعلية الرمزية رحلة فكرية عبر التاريخ الإنساني

تعتبر النظرية التفاعلية الرمزية أحد أبرز المساهمات العلمية في مجال علم الاجتماع الحديث، والتي ترجع بداياتها إلى الفيلسوف الألماني ماكس فيبر. إلا أن تطورها الأساسي يعود إلى جهود العلماء الأمريكيين جورج هيرمان مهربل وروبرت ميرتون. بدأت مسيرة هذه النظرية عندما قدم مهربل نظرته للعقل الاجتماعي عام ١٩٣٧، حيث أكد على دور الأفراد في خلق معنى الواقع المحيط بهم باستخدام الرموز والمعاني المشتركة. لم ينظر مهربل للأفراد كمتلقين سلبيين للقيم الثقافية والمؤسسات فقط، بل رأى أنهم قادرون على إعادة صياغة وفهم تلك الرموز بما يتناسب مع احتياجاتهم الشخصية والجماعية.

استند ميرتون بعد ذلك إلى أعمال مهربل ووسع نطاق التفكير نحو تأثير المؤسسات الاجتماعية في ترسيخ وتغيير توقعات وقيم المجتمع. فقد لاحظ ميرتون أن رغم ظهور بعض القواعد السلوكية كممارسات خارجية، فإن معناها وحقيقتها تنبع من عملية المناقشة الداخلية والاستيعاب الشخصي ضمن البيئات الاجتماعية المختلفة. ومنذ ذلك الحين، امتدت النظرية التفاعلية الرمزية لتشمل جوانب عديدة من الحياة اليومية للإنسان كاللغة والثقافة والجندر

إقرأ أيضا:دراسة رسمية ميدانية أعدها مجلس النواب المغربي حول اللغة الأولى للمغاربة 🇲🇦 🇲🇦 🇲🇦
السابق
إعادة تحديد مفاهيم الربح والاستدامة جدلية البيئة والاقتصاد
التالي
البنية الأدبية والدلالات النصية نظرة متعمقة في مدرسة التحليل البنيوي

اترك تعليقاً