يختلف العلماء حول تحديد مكان نزول سورة الرعد، حيث يرجح البعض أنها مكية، بينما يذهب آخرون إلى أنها مدنية. من أشهر العلماء الذين اعتبروا السورة مكية ابن عباس، الذي روى عنه علي بن أبي طالب وأبو صالح سعيد بن جبير، وحسن البصري. هؤلاء العلماء استندوا إلى عدة نقاط رئيسية لدعم رأيهم، منها أن السورة تحتوي على كلمات مقدسة تعود إلى عصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة إلى المدينة المنورة. كما أن محتوى السورة يتجانس مع مواضيع السور المكية الأخرى، مثل دحض الشرك وإبطاله، وبحث جوهر حياة الإنسان والمعاد والحساب الأخروي. بالإضافة إلى ذلك، هناك اتفاق عام لدى غالبية المستشرقين والباحثين القدامى والمعاصرين على أن محتوى السورة يرتبط بمرحلة الرسالة المبكرة خارج حدود الدولة الإسلامية الوليدة. هذه الأدلة تشير إلى أن السورة كانت واضحة وشفافة في مسيرة الدعوة الإسلامية الأولى، ولم تكن هناك حاجة لتغيير وجهتها نحو المدنية.
إقرأ أيضا:لا للفرنسة ، أنقذ عبقرية طفلكهل سورة الرعد مكية أم مدنية؟ تحليل الأقوال بين علماء المسلمين
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: