هل يمكن التصدق عن المغتابين ككفارة للغيبة؟

في الإسلام، الغيبة تعتبر من الكبائر التي نهى الله عنها في القرآن الكريم. التوبة النصوح هي الخطوة الأولى للتكفير عن الغيبة، ولكن التصدق عن المغتابين لا يعتبر كفارة كافية للغيبة. وفقًا لابن القيم رحمه الله، الغيبة ليست من الحقوق المالية بل من الحقوق الأدبية. لذلك، يكفي في التوبة منها الاستغفار للمغتاب وذكر محاسنه في المواطن التي اغتابه فيها. الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أكد على أن الحقوق التي تجب على الإنسان لغيره نوعان: حقوق مالية وحقوق عرضية. أما الحقوق المالية، فلا بد من ردها إلى أصحابها مهما كان الأمر. أما الحقوق العرضية، مثل الغيبة والسب، فلابد من استحلال صاحبها إذا علم أن هذا صدر منه. إذا لم يعلم المغتاب، يكفي أن يستغفر له ويذكر محاسنه في المجالس التي اغتابه فيها. التصدق عن المغتابين لا يعتبر كفارة للغيبة، بل التوبة الصادقة تمحو الذنب كأنه لم يكن، ولا يأخذ المظلوم من حسنات من ظلمه.

إقرأ أيضا:محمد المختار السوسي واللغة العربية
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم:
السابق
اكتشافات مذهلة دراسة جديدة توضح العلاقة بين النشاط البدني وتطور الدماغ لدى الأطفال
التالي
إعفاء الديون بالإفلاس حكم شرعي واضح

اترك تعليقاً