هل يمكن للسيد الزواج من أمتِه؟ حكم شرعي واضح ومعاصر

في الإسلام، يُعتبر زواج السيد من أمتِه محظورًا ومحرّمًا بالإجماع بين علماء الدين المسلمين. هذا التحريم يستند إلى عدة اعتبارات شرعية وقانونية، حيث يتعارض الجمع بين علاقة الزوجية والسيدوية مع طبيعة كلتا العلاقة. الأمّة المستعبدة تكون تحت سيادة سادتها، بينما تقوم الزوجية على المساواة والمعاملة بالمثل. هذا التناقض يؤدي إلى خلل قانوني واجتماعي. الإمام ابن قدامة يوضح أن ملك الرقبة يفيد ملك المنفعة وإباحة البضع، فلا يجتمع معه عقد أضعف منه. بالإضافة إلى ذلك، تتطلب العلاقات الشخصية مثل الزواج موافقة الطرفين برضا تام وخالي من القسر أو الظلم، وهو ما ينعدم في حالة الاستعباد بسبب فارق الوضع الاجتماعي والقوة السياسية. فرض زواج بالسيديَّة يشوه جوهر الاتفاق المتبادل والإنصاف وحماية حقوق الأفراد. الاستعباد نفسه يعد انتهاكًا لحق الإنسان في الحرية والكرامة الإنسانية، مما يجعل زواج السيد من أمتِه غير مقبول شرعًا وأخلاقيًا. لذلك، يجب على المرء الذي يرغب في الزواج من إحدى ممتلكاته أن يقوم بإطلاق سراحها أولًا ليصبحا طرفين متساويين أمام قانون الزواج، وإلا فلن يتم الاعتراف بعقد الزواج بسبب عدم مطابقته للمقتضيات الشرعية المنظمة للعلاقات البشرية.

إقرأ أيضا:قبائل بني معقل في مراكش واحوازها
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم:
السابق
صحة الحديث التمس لأخيك سبعين عذرا
التالي
النقاش حول الأحكام الشرعية التوازن بين التفاصيل الفقهية والعلاقات الإنسانية

اترك تعليقاً