في شهر رمضان المبارك، اتسم اعتكاف النبي محمد صلى الله عليه وسلم بصفاته الخاصة التي تشير إليها السنة النبوية. فقد كان يخصِّص العشر الأواخر من هذا الشهر الكريم لعبادته وتقربه إلى الله عز وجل، وهو ما يعكس أهميته الروحية لديه. بدأ اعتكافه بصلاة الفجر في اليوم الحادي والعشرين من رمضان واستمر حتى نهاية الشهر. اختاره لهذه الفترة تحديدًا نظرًا لعظم فضلها وثوابها الكبير حسب الحديث الشريف “العشر الأواخر من رمضان لا يُساويهنَّ عملٌ”.
خلال فترة اعتكافه، حرص النبي صلى الله عليه وسلم على جعل قلبه وعقله مركزان تمامًا على عبادة الله وحده، مما يعني قطع العلاقات الدنيوية الأخرى. أمضى معظم وقته في الصلاة والتضرع بالدعاء وقراءة القرآن الكريم. وقد حدد مكان اعتكافه داخل المسجد الجامع، وفقًا للحديث الذي يشجع على الاعتكاف في هذه البيئة المقدسة. ومع ذلك، كان يسمح لنفسه بالمغادرة لأسباب الضرورة القصوى مثل تناول الطعام أو الوضوء أو الاغتسال. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك استثناءات محدودة للتواصل الاجتماعي المفيد والأحاديث المقصودة حول الأمور ذات الصلة.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : مساعفعلى الرغم من الانقطاع الظاهر للعالم الخارجي خلال فترة