أعلام وعلماء

الأسرة الطبية الأندلسية: بنو زهر 5 (ابن زهر الحفيد)

هو أبو بكر محمد بن عبد الملك بن زهر بن عبد الملك بن محمد بن مروان بن زهر، أحد أشهر أدباء وأطباء الأندلس، ولد في أشبيلية، وتثقف بثقافة فقهية لغوية أدبية متينة وعميقة، ولمع اسمه بصورة خاصة في مجال الشعر لاسيما موشحاته المبتكرة التي كان فيها من المقدمين، وكان يحفظ شعر ذي الرمة وهو ثلث لغة العرب، وله موشحه المشهور (أيها الساقي) الذي انتشر في المغرب والمشرق.

هو أبو بكر محمد بن عبد الملك بن زهر بن عبد الملك بن محمد بن مروان بن زهر، أحد أشهر أدباء وأطباء الأندلس، ولد في أشبيلية، وتثقف بثقافة فقهية لغوية أدبية متينة وعميقة، ولمع اسمه بصورة خاصة في مجال الشعر لاسيما موشحاته المبتكرة التي كان فيها من المقدمين، وكان يحفظ شعر ذي الرمة وهو ثلث لغة العرب، وله موشحه المشهور (أيها الساقي) الذي انتشر في المغرب والمشرق.
كما ورث الطب عن أبيه وأجداده وألمّ بعلومه وبرع فيه، حتى وصفه العلامة شمس الدين الذهبي بجالينوس زمانه. وانصرف في الشؤون الطبية إلى الناحية العملية، فكان حسن المعالجة، جيد التدبير، لا يماثله أحد في ذلك، فنشأ قوي الأضلاع صحيح البنية وبلغ الشيخوخة ولم يفقد قوة عضو من أعضائه إلا ثقلاً في سمعه.
وكان قد اتصل بأمراء المرابطين مثل أبيه ثم بالموحدين، فحظي عند يعقوب المنصور الذي جعله طبيبه الخاص وأجزل له الهبات ومنحه لقب الوزارة، مما أثار حسد الوزير أبو زيد عبد الرحمن بن يرجان، وكان من دهاة الموحدين، فدس له السم فتوفي على أثره.
وكان رحمه الله ديّنا عدلا، جمع إلى علوم اللغة والطب العلوم الدينية وكان يحفظ صحيح البخاري متنًا وإسنادًا.
ترك أبو بكر ابن زهر رسائل في طب العيون، وألف لأبي يوسف يعقوب المنصور الموحدي كتابه “الترياق الخمسيني”، وكان معلوما إذ ذاك أن عمل “الترياق” لا يعهد به الخليفة إلا لأكبر الأطباء مقاما، وأكثرهم كفاءة، وأمتنهم دينًا، وهي صفات متوافرة كلها في هذا الطبيب الأديب اللبيب.

إقرأ أيضا:الأسرة الطبية الأندلسية: بنو زهر 1 (أبو بكر محمد)

موشحه المشهور (أيها الساقي) :

أَيُّها الساقي إِلَيكَ المُشتَكى
قَد دَعَوناكَ وَإِن لَم تَسمَع
وَنَديمٍ هِمتُ في غُرّتِه
وَشَرِبت الراحَ مِن راحَتِه
كُلَّما اِستَيقَظَ مِن سَكرَتِه
جَذَبَ الزِقَّ إِلَيهِ وَاِتَّكا
وَسَقاني أَربَعاً في أَربَع
غُصنَ بانٍ مالَ مِن حَيثُ اِستَوى
باتَ مَن يَهواهُ مِن فَرطِ النَوى
خافِقُ الأَحشاءِ موهونُ القُوى
كُلَّما فَكَّرَ في البَينِ بَكى
ما لَهُ يَبكي لِما لَم يَقَع
ما لِعَيني عَشيت بِالنَظَرِ
أَنكَرَت بَعدَكَ ضوءَ القَمَرِ
عَشِيَت عَينايَ مِن طولِ البُكا
وَبَكى بَعضي عَلى بَعضي مَعي
لَيسَ لي صَبرٌ وَلا لي جَلَد
يا لَقَومي عَذَلوا وَاِجتَهَدوا
أَنكَروا شَكوايَ مِمّا أَجِدُ
مِثلُ حالي حَقُّها أَن تَشتَكي
كَمَد اليَأس وَذُلَّ الطَمَعِ
كَبدٌ حَرّى وَدَمعٌ يَكِفُ
يَعرِفُ الذَنبَ وَلا يَعتَرِفُ
أَيُّها المُعرِضُ عَمّا أَصِفُ
قَد نَما حُبُّكَ عِندي وَزَكا
لا تَقُل إِنّي في حُبِّكَ مُدّع

و له أيضا :

إقرأ أيضا:الإمام والجغرافي .. أبو حاتم البستي

ما للموله من سكره لا يفيق

حي الوجوه الملاحا

جنت مقل الغزلان

صادني ولم يدر ما صادا

حسب الخليع ملجا

زعمت أنفاسي الصعدا

يا صاحبي نداء مغتبط بصاحب

هل لقلبي قرار

نبه الصبح رقدة النائم

فتق المسك بكافور الصباح

ما العيد في حلة وطاق

هات ابنة العنب

كل له هواك يطيب

وموسدين على الأكف خدودهم

لله ما صنع الغرام بقلبه

السابق
الأسرة الطبية الأندلسية: بنو زهر 4 (أبو مروان عبد الملك بن زهر)
التالي
أبو إسحاق إبراهيم الزرلاقي

اترك تعليقاً