مدينة جدة، الواقعة على ساحل البحر الأحمر بالسعودية، تحمل بين أحضانها تاريخًا عريقًا وثقافة متنوعة. يعود تاريخ تواجد البشر فيها لأكثر من خمسة قرون قبل الميلاد، حيث كانت موطنًا لقبائل قديمة. ومع مرور الوقت، اكتسبت أهمية استراتيجية كونها بوابة المملكة للعالم الخارجي، مما أدى إلى تلاقي ثقافات مختلفة عبر القرون. وفي العصر الإسلامي تحديدًا، برز دور جدة كممر حيوي للحجاج القادمين من أنحاء متفرقة حول العالم، وهو ما عزز ازدهارها اقتصاديًا وثقافيًا.
في العقود الأخيرة، شهدت المدينة نهضة عمرانية كبيرة لم تغفل عن حفاظها على موروثاتها التاريخية المتمثل في مواقع أثريّة عديدة كالقلعة القديمة جبل النور والشاطئ الجميل “الفالوجا”. هذا الجمع بين القديم والحديث جعل منها وجهة جذابة للسياحة والاستثمار الدولي أيضًا نظرًا لتطور مرافقها اللوجستية مثل مينائها العملاق ومراكز الأعمال الضخمة.
إقرأ أيضا:أبو القاسم الزهراوي (من أعظم جراحي الحضارة الإسلامية)على الرغم من كل تلك التغيرات الحضارية الهائلة، فقد احتفظت جدة بهويتها الثقافية الأصيلة وتعايشت مع روح المجتمع المحلي النابض بالحياة خاصة في مناطق شعبية كالشاطبي والباز. أما الجان