الحكمة من نزول القرآن منجماً دراسة متعمقة

نزول القرآن منجماً، أي مفرقاً، هو أسلوب إلهي اتبعه الله في تنزيل كتابه العزيز على نبيه محمد، ويحمل هذا الأسلوب حكمة عظيمة تتجلى في عدة جوانب. أولاً، يساهم في تثبيت فؤاد النبي وتقوية قلبه، حيث يمنحه شعوراً مستمراً بالسرور والغبطة، مما يعزز عزيمته ويصبر قلبه على مواجهة تحديات الدعوة. ثانياً، يسهل على المسلمين حفظ القرآن وفهمه وتدبره، مما يساعدهم على ترك الباطل والعقائد الفاسدة والتجهيز لتحمل العقائد الحقة والعبادات الصحيحة والأخلاق الفاضلة. ثالثاً، يسمح بتطبيق الأحكام الشرعية تدريجياً، مما يسهل على المسلمين فهمها وتطبيقها ويظهر مرونة الشريعة الإسلامية وقدرتها على مواكبة التغيرات. رابعاً، يوضح أن مصدر القرآن هو الله وحده، مما يؤكد صدق الرسالة وكمالها. خامساً، يسمح للرسول بالإجابة على أسئلة السائلين عندما يوجهونها إليه، مما يوضح حكم الله في مختلف القضايا. سادساً، يساير الحوادث والطوارئ في تجددها وتفرقها، مما يساعد المسلمين على فهم دينهم بشكل أفضل وتطبيق أحكام الشريعة في حياتهم اليومية. هذه الحكمة المتعددة الأبعاد تظهر حكمة الله سبحانه وتعالى في اختيار هذا الأسلوب في تنزيل كتابه العزيز.