الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، المولود في مدينة بخارى بمملكة سمرقند، يُعتبر من أبرز الشخصيات العلمية والإسلامية في التاريخ. تلقى تعليمه المبكر على يد كبار علماء عصره مثل يحيى القطّان وأحمد بن حنبل، وبدأ رحلته التعليمية منذ سن مبكرة، حيث زار أكثر من ستمائة مدينة وحضر دروس مئات المشايخ. كان تركيزه الرئيسي على حفظ الأحاديث النبوية وتدوينها، مما أدى إلى تأليف كتاب “الجامع الصحيح”، الذي يُعتبر أول جامع للأحاديث النبوية وأكثرها موثوقية بعد القرآن الكريم لدى المسلمين السنة. استغرقت عملية جمع هذا الكتاب ثلاثين سنة، حيث قام بتجميع حوالي خمسة وستين ألف حديث نبوي قبل اختيار ما يقرب الستة آلاف منها بناءً على معايير دقيقة وصارمة. بالإضافة إلى ذلك، كتب البخاري عدة مؤلفات أخرى تتعلق بفقه ومجالات معرفية مختلفة مثل الفرائض والقضاء والعقيدة. تمسك بالعدالة والأمانة حتى آخر أيام حياته، رغم تعرضه لكثيرٍ من المحنة والنقد. توفي في شهر شوال لعام للهجرة للميلاد، ولكن تأثيره واستمرارية أعماله لم تنقطع أبداً؛ فهو رمز للعلم والمعرفة الدينية الإسلامية، وقد أصبح مرجعا اساسيا لكل باحث ومتخصص في علوم الدين الاسلامي.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : خْشِالإمام محمد بن إسماعيل البخاري حياة وعلم منارة الإسلام
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: