في سباق متواصل لتحقيق القمة في مجال النقل الجوي، برزت بعض الآلات الطائرة التي تحدّت حدود الزمان والمكان بأرقام قياسية مذهلة. من بين هذه الطائرات، كانت طائرة الاستطلاع التجسسية بلاك بيرد الأمريكية، التي تميزت بقدرة غير مسبوقة على الوصول إلى سرعات فائقة عالية بلغت نحو ماخ 3.3. ومع ذلك، فإن صيانة وتشغيل مثل هذا الجهاز المتطور جاء بتكاليف باهظة ومتطلبات خاصة تتعلق باحتياجات الوقود والدعم اللوجستي، مما أدى إلى سحبها من الخدمة الفعلية بحلول العام 1990. في القطاع التجاري، حققت طائرة كونكورد الفرنسية البريطانية المشتركة نجاحًا كبيرًا بفضل قدرتها على السفر لمسافة تزيد عن ثلاثة عشر ألف كيلومتر بدون توقفات وسط الرحلة. ومع ذلك، واجهت الشركة صعوبات عديدة بسبب ارتفاع نفقاتها التشغيلية وصوت الضوضاء الناتجة عنها، مما أدى إلى إيقاف تشغيل جميع رحلاتها بعد حادث تحطم وقع عام 2000. رغم هذه التحديات، تبقى ذكرى هاتين الطائرتين شاهدًا على الإبداع والإنجاز الإنساني في مجال الطيران.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : الغطار
