إسهامات ابن خلدون الرائدة في نشوء علم الاجتماع دراسة نقدية، يمكن أن تُفهم من خلال تركيزه على التحليل الاجتماعي والتاريخي للمجتمع البشري. في كتابه “المقدمة”، عرّف الظاهرة الاجتماعية بأنها مجموعة من الأفعال المتبادلة بين الناس الذين يسكنون منطقة معينة وتعمل وفق نظام مشترك، وهو تعريف يعد نقطة انطلاق أساسية لعلم الاجتماع كعلم مستقل. كما استعرض ابن خلدون دور العوامل الاقتصادية والثقافية والدينية في تشكيل المجتمعات البشرية، مما قدم نظرة ثاقبة حول كيفية عمل المجتمع وكيف يمكن تحليله ودراسته بطريقة منهجية. إن تركيزه على الفوارق الطبقية والبنية الاجتماعية والجماعية جعلت أفكاره تُعتبَر رائدة فيما يتعلق بفهم النظم السياسية والحركات الاجتماعية عبر الزمن. إسهامات ابن خلدون ليست فقط هامة لتوضيح جذور علم الاجتماع، ولكن أيضاً لأنها ما زالت ذات أهمية حتى اليوم، مما يعكس عمق رؤيته واستمرارية أفكاره الثاقبة في فهم العالم الطبيعي للبشر.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : المُرْقِدُ
