كانت التجارة البحرية العمود الفقري للازدهار الاقتصادي للحضارة الفينيقية، حيث كانت سفنهم السريعة والقابلة للتنقل في المياه العميقة تتيح لهم توسيع نطاق تجارتهم عبر البحر الأبيض المتوسط وخارجه. لم يقتصر دور الفينيقيين على نقل البضائع فحسب، بل كانوا أيضًا وكلاء ثقافية ونقلة للعلم والمعرفة. وقد دعمت صناعات مثل الغزل والنسيج والصناعة المعدنية اقتصادهم المحلي، بينما جعلت منتجاتهم مثل الورق والزجاج مرغوبة للغاية في العالم المعروف آنذاك. كما لعبت الزراعة دورًا هامًا في توفير الأمن الغذائي لسكان المدن الكبيرة مثل صور وبيبلوس وصيدا، وذلك بفضل تقنيات الري المتقدمة التي استخدموها. بالإضافة إلى ذلك، ساهم نظام الدفع المقايضة الذي وضعوه في تعزيز نشاط السوق، واستخدموا عملة مصنوعة من الرصاص والحجر قبل أن ينتقلوا إلى استخدام شلن البرونز كعملة رسمية. هذه العوامل مجتمعة عززت مكانة الحضارة الفينيقية كإحدى أقوى المنظومات الاقتصادية في العالم القديم.
إقرأ أيضا:اللهجة المغربية : العراضةالتجارة البحرية والثروات الاقتصادية للحضارة الفينيقية القديمة
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: