أبو جعفر المنصور، الخليفة العباسي الثاني، يُعتبر الفارس الحقيقي لمؤسسة الدولة العباسية، حيث لعب دورًا محوريًا في تشكيل هيكلها وتوسعها وتحقيق الاستقرار السياسي خلال فترة حكمه التي امتدت لعقدين. بدأ المنصور بإعادة تنظيم النظام البيروقراطي والإداري للدولة، مما أدى إلى إنشاء نظام مالي أكثر تنظيماً وفعالية. كما كانت حملته الناجحة ضد الأمويين نقطة تحول هامة، حيث نجح في القضاء على آخر معاقلهم بسقوط مدينة الرقة، مما ضمن سيادة السلطة العباسية على منطقة شاسعة. بالإضافة إلى ذلك، شجع المنصور الأدب والشعر العربي ورعى الفلاسفة والمفكرين، مما ساهم في تأسيس نهضة فكرية علمية عرفت بعهد العقلانية العربية الإسلامية. وفي الجانب العمراني، أسس مدينة بغداد وجعلها المركز الرئيسي للحكم العباسي، مما جعلها محور اتصال تجاري وثقافي حيوي بين الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأوروبا الجنوبية الغربية. بفضل هذه الإنجازات المتنوعة، أصبح المنصور شخصية رئيسية تاريخية ذات تأثير كبير، حيث ترك إرثًا ثقافيًا وعلميًا غنيًا استمر في التأثير على العالم الإسلامي والعالم بأسره.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : كَمَّدْ
السابق
الطاقة النظيفة الحل المستدام للحفاظ على بيئتنا
التاليالفرق الدقيق بين تخصصي التمريض وعلوم التمريض دروس عملية وأسس علمية
إقرأ أيضا