الامارة العربية ملامح عصر الخلافة الأموية

تعتبر الحقبة الأموية من أهم الفترات في تاريخ الإسلام والعالم العربي، حيث تميزت بتقدم حضاري وثقافي وديني ملحوظ. بدأت هذه الفترة عندما أسس معاوية بن أبي سفيان أول دولة إسلامية مركزية تمتد خارج الجزيرة العربية إلى مناطق واسعة تشمل الشمال الأفريقي والشام ومصر وفارس وأجزاء من الهند. كانت فترة حكمها مليئة بالأعمال العسكرية والإنجازات السياسية والحكم الرشيد، مع سياسة استيعاب وتسامح تجاه غير المسلمين، مما ضمن حقوق الأقليات الدينية والأجناس المختلفة داخل المجتمعات الإسلامية الجديدة. شهد العصر الأموي طفرة كبيرة في مجالات العلم والمعرفة والفلسفة، مما أدى إلى إنشاء مدارس ومعاهد تعليمية هامة مثل جامع الزيتونة وجامعة القرويين. كما ازدهرت الفنون الجميلة تحت ظل الحكم الأموي، حيث تشير الوثائق التاريخية إلى بناء المساجد الرائعة والمباني العامة المعقدة التي تعكس مستوى عالٍ من المهارات الفنية والبناء. ترك هذا التأثير الثقافي أثراً عميقاً حتى يومنا هذا عبر الآثار والقصور القديمة المنتشرة حول العالم الإسلامي القديم. في المجال الاقتصادي، حققت الدولتان الأموية ثم العباسية نهضة اقتصادية واسعة النطاق بسبب التجارة البحرية الواسعة وازدهار الزراعة والصناعة المحلية، خاصة الصناعات الجلدية والنسيج. وبالتالي، فإن عصر الخلافة الأموية يعد شاهداً عظيماً على تنوع وتطور العالم العربي الإسلامي المبكر، وهو ما يمكن رؤيته بشكل واضح في جميع جوانبه الاجتماعية

إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : الخْصَايِل
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم:
السابق
التوازن بين المادة والعقل
التالي
الحال في سورة الأنعام دراسة في أسلوب التعبير والتشبيه

اترك تعليقاً