الفينيقيون، حضارة بحرية قديمة سكنت ساحل البحر المتوسط الشرقي في لبنان، تركوا بصمة لا تمحى في تاريخ البلاد. يمتد تاريخهم إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، وقد اشتهروا بحرفتهم وابتكارهم في التجارة والملاحة والبناء والتصنيع. كانت بيروت القديمة مركزاً تجارياً رئيسياً يربط الشرق بالغرب، مما يعكس دور الفينيقيين في التجارة العالمية. لم يقتصر تأثيرهم على الاقتصاد فحسب، بل امتد إلى العلوم والفكر، حيث برعوا في علم الفلك والطب وفلسفة الحياة. كما لعبوا دوراً كبيراً في نشر اللغة الفينيقية، التي تعتبر أحد أسلاف العديد من لغات الشرق الأوسط المعاصرة بما فيها العربية. حتى بعد الفتوحات الرومانية والإسلامية، ظل تأثير الفينيقيين واضحاً في جميع الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للمجتمعات المحلية. في مجالات الفن والأدب، خلقت حضارة الفينيقيين أعمالاً رائعة مازالت تحظى باحترام كبير حتى اليوم. تشهد الآثار الموجودة داخل وخارج لبنان على إبداعاتهم الهندسية والمعمارية المذهلة، بالإضافة إلى روائع الأدب والشعر التي وصلتنا من تلك الفترة الزمنية الغابرة. وبالتالي، فإن مساهمة الفينيقيين في نسيج ثقافي وتاريخي معقد متعدد الطبقات جعل منهم جزءً لا يتجزأ من الهوية الوطنية اللبنانية الحديثة.
إقرأ أيضا:عبير الزهور في تاريخ الدار البيضاء وما اضيف اليها من اخبار انفا و الشاوية عبر العصور
السابق
جبل القلعة تاريخ وثقافة عبر العصور رحلة بين الآثار والمعالم التاريخية لعمان القديم
التاليتعددت وأبرزت أهميتها الاستخدامات الواسعة للماء المقطر عبر مختلف القطاعات
إقرأ أيضا