تستعرض الفقرة الأولى من سورة البقرة مجموعة من المحسنات البديعية اللفظية والمعنوية التي تعكس براعة التعبير القرآني. تبدأ السورة بآيات تتسم بالمحسنات البديعية اللفظية، مثل السجع والتصريع. في الآية الأولى، نجد توافقًا في الفواصل على حرف اللام، مما يضفي إيقاعًا موسيقيًا مميزًا. كما يظهر التصريع في قوله تعالى “إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ”، حيث يتكرر حرف الهاء في كلمتي “ربّه” و”كلمات”. أما المحسنات البديعية المعنوية، فتظهر في حوار إبراهيم مع ربه، حيث يتميز الحوار بأوجز عبارة وأعدل سَبْك وأعذب ألفاظ. هذا الحوار يمثل نموذجًا مثاليًا لحُسْن المراجعة، حيث يحكي المتكلم مراجعةً في القول بينه وبين محاورٍ له. وفي الآيات التالية، نجد مثالًا آخر على حُسْن المراجعة في قصة موسى وهارون مع فرعون، حيث يتبادل موسى وهارون الحديث مع فرعون بأسلوب لين وهادئ. هذه الأمثلة توضح كيف استخدم القرآن الكريم المحسنات البديعية لتعزيز جمال اللغة العربية وعمق المعاني، مما يجعل القراءة والتفكر فيه تجربة فريدة ومثمرة.
إقرأ أيضا:القبائل العربية في الأندلسالمحسنات البديعية في أوائل سورة البقرة دراسة تحليلية
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: