في رواية “نطفة” لنجيب محفوظ، يتجلى استكشاف الفلسفة الإنسانية من خلال تتبع مسارات شخصيتين رئيسيتين: سامي وعبد الرحمن. يعيش كلا الرجلين في القاهرة ما بعد الحرب العالمية الثانية، لكنهما يسلكان طرقًا مختلفة تمامًا. عبد الرحمن، رغم محبته لسامي واحترامه لأخلاقياته العالية، ينجرف نحو عالم الجريمة والفساد، بينما يسلك سامي طريق الديانة والأخلاق. هذا التباين يسلط الضوء على الصراع الداخلي الذي يخوضه الإنسان بين الخير والشر، وبين الإيمان والكفر. محفوظ يستخدم هذه القصة لتسليط الضوء على كيفية تأثير المجتمع والعوامل الخارجية على قراراتنا وأفعالنا، وكيف يمكن للمرء الحفاظ على إيمانه وسط الضغوط الاجتماعية والقيم المتغيرة. كما أن استخدام مدينة القاهرة كمؤثرة بيئية بارزة يبرز دور البيئة والمكان في تشكيل الشخصية والموقف تجاه الدين والدنيوية. من خلال هذه الرواية، يقدم محفوظ دراسة قيمة حول الطبيعة الإنسانية وتأثيراتها المعقدة، مما يجعلها دعوة للاستكشاف الشخصي والفكري.
إقرأ أيضا:علماء الأندلس
