كان السلف الصالح يعظمون القرآن الكريم ويقدّرونه تقديراً كبيراً، حيث كانوا يدركون أنه كلام الله المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وهو معجزة باقية إلى يوم القيامة. لم يكن احترامهم للقرآن مجرد احترام لفظي، بل كان احتراماً عملياً يتجلى في تلاوته بتجويد حروفه وتدبر معانيه. كانوا لا يكتفون بتلاوة القرآن فقط، بل كانوا يعملون بما فيه من أحكام وأوامر ونواهي، ويتدبرون آياته ويعتبرون بمواعظه، ويتفكرون في عجائبه، ويعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه. لم يقدموا عليه شيئاً من قياس أو استحسان أو ذوق أو ما شابه، بل كانوا يقفون عند تلاوته لطلب معاني ما أحب مولاهم أن يفهموه عنه أو يقوموا به له بعد ما يفهمونه. كان اهتمامهم بفهم القرآن وتدبره يفوق اهتمامهم بكثرة التلاوة وسرعتها بلا تدبر، وكانوا يرتلون السورة حتى تكون أطول من أطول منها، اتباعاً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
إقرأ أيضا:كتاب عجائب الحساب العقلي
السابق
إيضاح حديث النبي صلى الله عليه وسلم حول المغفرة بعد ارتكاب الذنوب رحمة الله الواسعة
التاليوثيقة المدينة ركيزة أساسية للحكم المحلي والتواصل الاجتماعي
إقرأ أيضا