في ظل جائحة كورونا، واجه قطاع التعليم تحديات كبيرة مع إغلاق المدارس والمعاهد الجامعية، مما دفع إلى التحول المفاجئ إلى نظام التعلم عبر الإنترنت. هذا التحول كشف عن مجموعة من التحديات، أبرزها التفاوت في الوصول إلى التكنولوجيا، حيث لا يمتلك جميع الطلاب الأجهزة والتكنولوجيا اللازمة، مما يخلق فجوة كبيرة بين الطلاب. بالإضافة إلى ذلك، لا يتمتع كل مدرس بالمهارات التقنية اللازمة لتقديم دروس فعالة عبر الإنترنت، مما قد يؤدي إلى تراجع جودة التعليم. كما أن فقدان التفاعل البشري والنشاط الاجتماعي في البيئة التعليمية الرقمية يمكن أن يؤثر سلبياً على نمو الطفل وفهمه للمادة العلمية. من الناحية المالية، يتطلب الانتقال الكامل إلى التعليم الرقمي استثمارات ضخمة، مما يثير مخاوف بشأن قدرة المؤسسات التعليمية على تحمل هذه التكاليف. ومع ذلك، يقدم التعليم الرقمي فرصًا واعدة مثل زيادة المرونة في إدارة الجداول الزمنية، وإزالة الحواجز الجغرافية للوصول إلى أفضل الدورات والمواد التعليمية. كما يشجع على استخدام تقنيات حديثة وتعزيز مهارات البحث الذاتي واستقلال الفكر، وهي سمات ضرورية لنجاح الأفراد في الاقتصاد العالمي اليوم. بالإضافة إلى ذلك، توفر المنصات التعليمية الحديثة أدوات متطورة لدعم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة. إن فهم تأثير التعليم الرقمي يتطلب نظرة شاملة ومتوازنة تأخذ بعين الاعتبار كافة جوانبه المحتملة والفوائد المقترنة به.
إقرأ أيضا:محمد عبد الكريم الخطابي مؤسس لجنة تحرير المغرب العربي (يناير 1948)أزمة التعليم الرقمي التحديات والفرص في عصر الوباء
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: