تستمد سورة المزمل اسمها من الجملة الافتتاحية “يا أيها المزمل”، حيث يشير مصطلح “المزمل” إلى الشخص الذي يستر نفسه بالثياب الثقيلة أثناء الليل. هذا الاسم يعكس عادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في تغطية نفسه بقطعة قماش ثقيلة أثناء النوم، وهي عادة كانت ضرورية في بيئة مكة الصحراوية القاسية. ومع ذلك، فإن تسمية السورة لا تقتصر على وصف حالة النبي قبل الوحي، بل تحمل دلالة أعمق تتعلق بالتحول الكبير في حياته بعد تلقي الوحي. السورة تدعو إلى الإقبال على الصلاة والتعبّد خلال ساعات الصباح الباكر، مما يعكس التوجيه نحو عبادة الله الواحد الأحد. وبالتالي، يمكن اعتبار اسم “المزمل” انعكاساً لهذه الفترة الانتقالية الحساسة والنقطة المحورية في تاريخ الدين الإسلامي، حيث توضح العلاقة بين الظروف الشخصية للنبي وخلق الشعائر الدينية الجديدة التي شكلت جوهر رسالة الإسلام للعالم.
إقرأ أيضا:ابن ربن الطبري .. صاحب موسوعة الحكمة
