أعمال عثمان بن عفان في حفظ الإسلام وتوسيع نطاقه

في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، اتخذت جهود الحفاظ على الإسلام وتوسيع نطاقه أشكالاً متعددة، حيث كان من أبرز هذه الأعمال جمع القرآن الكريم في مصحف واحد بلهجة قريش، وذلك بعد أن جمع أبو بكر الصديق رضي الله عنه القرآن في الصحف. جاء هذا الجمع نتيجة لخشية حذيفة بن اليمان من اختلاف الناس في قراءة القرآن كما حدث مع اليهود والنصارى، فكلف عثمان بن عفان زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث وعبد الله بن الزبير بهذه المهمة. وقد سمي هذا المصحف بالمصحف العثماني نسبة إلى الخليفة.

بالإضافة إلى ذلك، عمل عثمان بن عفان على تنظيم بعض شؤون الدولة، حيث خصص رواتب شهرية لمن يعملون في مجال الحسبة والمؤذنين، كما حرص على رواية أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يركز على الجانب النظري والعملي عند رواية الأحاديث. وفي مجال الفتوحات الإسلامية، استمرت مسيرة الجهاد في عهده، حيث فتحت طرطوس وعمورية وأنطاكيا، كما واصل عمرو بن العاص الفتوحات في إفريقيا حتى وصل إلى الجزائر. وفي مواجهة ثورة أهل فارس، أعاد عثمان بن عفان إرسال الجيوش لتعزيز السيطرة على خراسان وطبرستان وتركيا ونيسابور.

كما شهد عهد عثمان بن عفان تأسيس أول أسطول بحري إسلامي لمواجهة خطر البيزنطيين، بقيادة معاوية بن أبي سفيان والي الشام. بهذه الأعمال وغيرها، ساهم عثمان بن عفان في الحفاظ على الإسلام وتوسيع نطاقه، مما يعكس مكانته كخليفة راشد ومصلح بارز.