تناول النص فترة الخلافة الراشدة التي بدأت مع وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم واستمرت لحوالي ثلاث وثلاثين سنة، حيث شهدت هذه الفترة نموًا كبيرًا في مختلف المجالات السياسية والدينية والعسكرية والإدارية والثقافية. تولى أربعة خلفاء راشدين القيادة خلال هذه الحقبة: أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب. كانت فترة خلافة أبي بكر الصديق أقصرها، حيث امتدت لاثنتي عشرة سنة، وشملت توحيد العرب وتوسيع الدولة الإسلامية ومواجهة الردّة. أما عمر بن الخطاب فقد حكم لمدة خمس عشرة سنة، تميزت بسياساته المحكمة وإصلاحاته الجذرية التي رسخت مبادئ العدل والإحسان. حكم عثمان بن عفان لثلاث عشرة سنة، وشهدت فترة حكمه إنجازات دبلوماسية هائلة مثل فتح مصر وفارس وبناء المسجد الأموي في دمشق وإصدار أول نسخة موحدة للقرآن الكريم. وأخيرًا، امتدت ولاية علي بن أبي طالب لمدة خمس سنوات فقط بسبب الصراعات الداخلية التي أدت إلى نهاية النظام الشوري التوافقي وبداية النظام الملكي الوراثي. على الرغم من قصر فترات حكمهم مقارنة بالحقب الأخرى، إلا أن هذه الفترة حملت بذور دولة إسلامية شامخة تجسدت فيها روح العقيدة والمبادئ الربانية للعيش المشترك والتسامح العالمي.
إقرأ أيضا:شَرويطة (قطعة القماش المقطوعة)أمدات خلافة الخلفاء الراشدين الأربعة دراسة تاريخية متعمقة
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: