إرث إدريس الأكبر مؤسس الدولة الإدريسية وعرابة الحضارة المغربية

إرث إدريس الأكبر، مؤسس الدولة الإدريسية، يتجلى في دوره المحوري في تشكيل تاريخ المغرب الحديث. بفضل نسبه النبوي، اكتسب إدريس الشرعية الدينية التي عززها بتعاليمه الإسلامية الصارمة. نجح في توحيد قبائل زناتة وموريتانيا تحت رايته، مستخدماً حسن سيرته وجاذبية شخصيته، مما أدى إلى توسيع نفوذه لتشمل مناطق واسعة جنوب غرب الجزائر وشمال شرق موريتانيا، بالإضافة إلى المناطق الواقعة شمال جبل الأطلس الكبير. اتبع إدريس سياسة متسامحة وحكيمة تجمع بين الحكم الإسلامي والعادات المحلية، معتمداً نظاماً إدارياً قائماً على تقسيم البلاد إلى ولايات بإدارة محلية منتخبة. شجع تنمية الزراعة والصناعة والتجارة لتعزيز الاقتصاد المحلي ورفاهية مواطنيه. لعب مسجد القرويين دوراً محورياً خلال فترة حكمه، حيث أصبح مركزاً للعلوم والأبحاث، مؤثراً بشكل كبير على نشر الثقافة العربية والإسلامية داخل المجتمع المغربي. استمر تأثير هذه الحقبة حتى بعد سقوط الدولة الإدريسية أمام الفتح الفاطمي، بفضل أساساتها المتينة ذات البعد الروحي والقانوني والفكري الهام الذي شكل هوية ثقافية مغربية مميزة ما زالت تدعم الهوية الوطنية للمملكة حتى وقتنا المعاصر.

إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : القلقولة
السابق
أكبر مقبرة بالعالم سر نجف الأشراف الخالد
التالي
التحديات الرئيسية التي تواجه تعاون المعلمين الفعال دراسة تحليلية لتوقعات واحتياجات النجاح المشترك

اترك تعليقاً