علم الإجرام، أو سوسيولوجيا الجريمة، هو مجال علمي يدرس الظواهر الاجتماعية المرتبطة بالجريمة، متجاوزًا مجرد القوانين والإحصائيات إلى تحليل عميق للتأثيرات الثقافية، النفسية، الاقتصادية والاجتماعية التي تساهم في ارتكاب الجريمة. يتناول هذا العلم العوامل المختلفة التي تدفع الأفراد نحو السلوك الإجرامي، بدءًا من البيئة الاجتماعية الفقيرة والأقل تطورا التي تفتقر إلى الفرص القانونية للحصول على الدخل والتعليم، وصولاً إلى العلاقات الاجتماعية غير الصحية داخل المجتمعات المحلية. كما يلعب العامل النفسي دورًا كبيرًا، حيث أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية نفسية مثل اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع أو الاضطرابات ثنائية القطب هم أكثر عرضة للانخراط في النشاط الإجرامي. بالإضافة إلى ذلك، التجارب المؤلمة خلال الطفولة مثل الإساءة يمكن أن تؤثر بشكل عميق على النمو الشخصي وتزيد من خطر التصرف بطريقة غير قانونية لاحقًا في الحياة. من الناحية الاقتصادية، الوظائف الشاغرة وعدم الاستقرار الاقتصادي يؤديان غالبًا إلى زيادة معدلات الجريمة عندما يشعر الناس بأنهم بلا خيارات أخرى لتحقيق البقاء الاقتصادي. فهم علم الإجرام يتطلب نهجًا متكاملًا يأخذ في الاعتبار جميع جوانب حياة الإنسان وبيئته، مما يساعد في العمل نحو مجتمع أقل تعرضًا للجريمة وأكثر سلامًا.
إقرأ أيضا:الرّوينة (الفوضى)
