تتميز الحضارة الآشورية، التي ازدهرت بين القرنين الثالث عشر والسابعة قبل الميلاد، بإنجازاتها البارزة في مجالات متعددة. في مجال العمران، اشتهرت مدينة نينوى، عاصمة مملكة آشور الثانية، بمبانيها الضخمة والمعابد الرائعة المصنوعة من الطوب اللبن المدعم بالطوب المحروق، مما يعكس المهارة الهندسية المتقدمة للآشوريين. من الناحية الفنية، برز الفنانون الآشوريون بتصويرهم الحيوي للمشاهد القتالية والحياة اليومية على الجدران واللوحات المنحوتة داخل المعابد والقصور الملكية، بالإضافة إلى نحت التماثيل الخاصة بالقادة والآلهة باستخدام الأحجار المختلفة. على الصعيد العلمي، كان لدى الآشوريين اهتمام كبير بالتاريخ الفلكي والتوقعات الزراعية، حيث أعدوا جداول فلكية دقيقة ساهمت في تطوير الأنظمة الزراعية. كما طوروا نظام كتابة معقد وواسع الانتشار يعرف بالنظام المسماري. في الجانب الاجتماعي والثقافي، طورت المجتمعات الآشورية نظاما قانونيا دقيقا يحكم كل جوانب الحياة الاجتماعية، بما فيها التجارة والعلاقات الزوجية وحقوق الأطفال وكبار السن. كانت التعليمات الدينية مركزية، حيث انتشر عبادة العديد من آلهتهم وأصبحت جزءا أساسيا من حياتهم الروحية والأدبية.
إقرأ أيضا:مساحة حوارية: كم تكلفنا الفرنسة؟ كيف نحسب خسائر انحراف السياسة اللغوية في منطقتنا؟إنجازات الحضارة الآشورية العريقة
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: