ابن النفيس، أحد أشهر الأطباء والفلاسفة المسلمين، قدم إسهامات رائدة في مجال الطب، حيث كان أول من قام بتصنيف الدورة الدموية بشكل صحيح ومفصل. قبل كتاباته، كانت الفكرة الشائعة بين الأطباء هي أن القلب يعمل كمخلّص للأفعال الحيوية بدون فهم حقيقي لطريقة عملها الداخلية. في القرن الثالث عشر الميلادي، نشر ابن النفيس كتاب “الشرح الكبير”، الذي قدم فيه رؤيته الثاقبة حول كيفية دوران الدم في الجسم. لم ينكر فقط النظرية اليونانية القديمة التي تقول بأن الرئتين تعملان كنقطة نهاية للدم بعد خروجه من القلب، ولكنه أيضاً أثبت وجود ما يعرف الآن بدورة دموية ثانوية أو الدورة الدموية الصغرى. وفقاً لبحثه، يتم ضخ الدم عبر الرئتين لأكسجة ومن ثم يعود إلى القلب مرة أخرى. هذه العملية تُعرف اليوم بالدورة الدموية الصغرى وهي جزء حيوي من الجهاز القلبي الرئوي. إن إسهامات ابن النفيس الرائدة جعلته ليس مجرد طبيب بارز بل رائداً في علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء أيضاً.
إقرأ أيضا:محمد بن ابراهيم بن عبدالله الأنصاري، ابن السراج
السابق
تعريف الليبرالية جذورها، خصائصها، وعلاقاتها بالدين والاقتصاد
التاليالغلوتامين أهميته وأوجه الاستخدام الصحية
إقرأ أيضا