ابن جرير الطبري، المعروف بابن جرير الطبري، هو عالم كبير ومفسر شهير ولد في مدينة آمال بطبرستان. تميز منذ صغره بالنبوغ والفطنة، مما دفع والده إلى الحرص على تعليمه وتعريفه بأرقى المشايخ والمدرسين. حفظ القرآن الكريم في سن السابعة، وأصبح إمامًا لصلاة الجماعة في الثامنة، وبدأ كتابة الروايات في التاسعة. كان نموذجًا للورع والحذر، واعتمد على زراعة الأرض للحصول على لقمة العيش، وامتنع عن قبول الهبات من الحكام والنخب الاجتماعية. تميز بحسن الأخلاق والإخلاص والصبر أمام الضغط الخارجي والإساءات الشخصية. في العراق خلال القرن الرابع الميلادي، تعرض للعزل السياسي بسبب اتهاماته بالتوجهات السياسية المختلفة، وظل محافظًا وثابتًا حتى توفي سنة ثلاث ومائة للهجرة. ترك خلفه مجموعة كبيرة من الأعمال المؤثرة مثل “التفسير الجامع” و”تاريخ الأمم والملوك”، بالإضافة إلى مؤلفات أخرى مثل “اختلاف العلماء للأقطار فى أحكام الشريعة الإسلامية” و”آداب القاضيين” و”آداب نفوس البشر” و”تهذيب آثار التفكير” و”فضائل الصحابة أبو بكر وعمر”. هذه المصنفات تعكس قدرته العلمية البالغة وسعيه لزيادة المعرفة عبر مختلف جوانب الحياة الإنسانية بما فيها البحث التاريخي والفلسفي والنحوي والدراسات الدينية والقانونية.
إقرأ أيضا:لا للفرنسة وأيتام فرنسا، نعم للعربية
