النجاشي، المعروف باسم أصحمة، كان ملكًا لقبيلة الحبشة، اشتهر بروح العدالة والكرم. كان النجاشي ملاذًا آمنًا للصحابة الأوائل الذين واجهوا اضطهادًا شديدًا في وطنهم بسبب إيمانهم الجديد بالإسلام. اقترح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الهجرة إلى أرض النجاشي طلبًا للأمان والحماية، حيث رأى في شخصية النجاشي الفذة ملاذاً آمناً ومتسامحاً لتلك الروح الجديدة الناشئة. على الرغم من محاولات قريش لإعادة هؤلاء المنشقين بالقوة، فإن ثبات وجرأة النجاشي أمام تلك الضغوط السياسية والمادية الباهظة جعلته ينظر بتعالٍ للشفاعات المالكة لهذه الرعية الغريبة عنه. أكد النجاشي للنين الجدد أنه لن يسلمهم مطلقًا لمن دعاهم للهرب من الظلم الوحشي الذي وقع بهم. ظل هؤلاء المستضعفين آمنين تحت حكمه العادل هناك بينما كانت حياتهم معرضة للتدمير لو كانوا مكثوا بمصرهم القديمة. تأثير الإسلام تجاوز مجرد الحفاظ عليهم؛ إذ تشكل لدي النجاشي اهتمام متزايد تجاه العقيدة الجديدة ذات المقومات الأخلاقية والقانونية الثورية حينئذٍ بالنسبة لما كان معمولا يوم ذاك بالسعودية وما حولها. قرر النجاشي اعتناق الدين المحمدي سرا خوفا مما سيحدث له حال علمه بذلك علانية وسط مجتمع مستقر ومعروف بطابعه الوثني الأكثر شيوعا منذ القدم.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : الحُومَة
السابق
توازن الصحة النفسية والعقلية بين العمل والحياة اليومية التحديات والفرص
التاليدرساً ثمينةً من سورة الأنعام تعاليم إرشادية للمسلمين نحو حياة فاضلة
إقرأ أيضا