تعود جذور كلمة “عقيدة” إلى معانٍ لغوية متعددة، مثل العزم المؤكد والجمع والنذر، قبل أن تكتسب معنىً فكريًّا خاصًّا يعكس التصديق والإيمان الداخلي لدى المسلم. رغم عدم وجود ذكر محدد لهذا المصطلح في النصوص القرآنية أو الحديثية، بدأ استخدامه بشكل ملحوظ خلال القرن الثالث الهجري. يُعتبر الإمام أبو حاتم الرازي أول من طبع بصمة واضحة لاستخدام كلمة عقيدة في كتابه “أصل السنة واعتقاد الدين”. سار على نهجه عددٌ من العلماء البارزين مثل أبي بكر الإسماعيلي الذي صنف “اعتقاد أئمة الحديث”، وأبو القاسم اللالكائي صاحب “شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة”. كما ساهم كلٌّ من أبي عثمان الصابوني وأبي بكر البيهقي في توضيح مفهوم العقيدة عبر مؤلفاتهما المتخصصة. هذه التغيرات تدل على عملية تنامي فهم المجتمع الإسلامي لماهية العقيدة وتميزيتها ضمن إطار الإيمان العام. وعلى الرغم من عدم ارتباط كلمة عقيدة بيقينياً بالنصوص المقدسة، إلا أنها أصبحت اليوم أحد أهم المصطلحات المرتبطة بتعاليم الدين الإسلامي والمعارف الروحية ذات الصلة بالإسلام.
إقرأ أيضا:كتاب أساسيات جيولوجيا النفطالتاريخ المنسي لكلمة عقيدة من أوائل الاستخدام إلى انتشارها في كتب التوحيد
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: