التقديم والتأخير في اللغة العربية دراسة تطبيقية يركز على آليتين نحويتين أساسيتين تلعبان دوراً حيوياً في بناء الجملة وتحقيق أغراض أدبية مختلفة. هذه الدراسة تستعرض نماذج عملية لتقديم وتأخير أجزاء نحوية مثل المبتدأ والخبر، والفاعل والمفعول به، والحال وعاملها، بالإضافة إلى تحليل تحولات اسم كان وأخواتها مع خبرها. في الشعر العربي القديم، يُلاحظ تقديم المبتدأ للحصول على تأثير شعري مميز، كما في بيت شعري لقيس بن الخطيم حيث يقدم الشاعر المبتدأ “حيوان” قبل الخبر “مستحدث” لخلق وقع موسيقي جذاب. القرآن الكريم يشهد أيضاً لهذه الظاهرة، حيث يُستخدم تقديم الفاعل أو المفعول به لجذب انتباه المتلقي نحو معلومة محددة، مثل قوله “فأما اليتيم فلا تقهر”. كما يمكن تأخير الحال لسبب درامي مثير للاهتمام، كما في الآية القرآنية “خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث”. أسماء كان وأخواتها يمكن أن تُقدم أو تُؤخر لتسليط الضوء على رسائل معينة، كما في قوله “وكان حقاً علينا نصرة المؤمنين”. فهم هذه التوجهات المختلفة للتوجيه والتحويل داخل التركيبة اللغوية يمكنه تعميق جماليات ودقة العديد من الأعمال الكتابية القديمة والمعاصرة عبر التاريخ والثقافات المختلفة.
إقرأ أيضا:كتاب البربر عرب قدامى للدكتور محمد المختار العرباريالتقديم والتأخير في اللغة العربية دراسة تطبيقية
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: