في النقاش الذي دار بين عبد الهادي بن بكري وداليا بن شقرون، تم تسليط الضوء على التكامل بين العلم والفلسفة من خلال نظرتين متبادلتين. يرى عبد الهادي أن العلم يركز على البحث والتأكيد التجريبي، مما يتيح تفسيرًا واقعيًا وموضوعيًا لظواهر العالم الطبيعي. ومع ذلك، يشير إلى أن هذا النهج قد يغفل الجوانب الأكثر جوهرية وغامضة من الوجود الإنساني، مثل قضايا المعرفة والم والإيث. من هنا، يؤكد على ضرورة الفلسفة كمفتاح لفهم تلك المسائل المركبة وغير القابلة للقياس مباشرة. من جانبها، تدعم داليا هذا الرأي، مشددة على الترابط الوثيق بين العلم والفلسفة. فهي ترى أن العلم يوفر المعلومات الواقعية المتعلقة بالعالم المادي، بينما تعتني الفلسفة بتحقيق مستوى أعظم من التعقل فيما يتعلق بقضايا الغاية والحقيقة والمعنى. ويخلص الحوار إلى أن رغم اختلاف وسائل العمل لدى العلم والفلسفة، إلا أن هدفيهما يشتركان في خلق صورة كاملة وشاملة للإنسان والعالم. وبالتالي، فإن هاتين المؤسساتتين المعرفيتين مكملة ومتعاونة وليس منافسيتين بعضهما البعض.
إقرأ أيضا:اصل تسمية مدينة الجديدة المغربية
