يتسم القرآن الكريم بتنظيم فريد يتمثل في ترتيب آياته وسوره، حيث يُعتبر هذا الترتيب توقيفيًا وثابتًا وفق توجيه إلهي مباشر، وهو ما يُجمع عليه علماء الأمة الإسلامية. هذا يعني أن النظام الحالي لتنظيم الآيات داخل كل سورة يعود بإسناده النهائي إلى الوحي مباشرة، كما أكد العديد من العلماء مثل الباقلاني والسيوطي والزركشي. يستند هذا الترتيب إلى أدلة قرآنية واضحة، مثل الآية التي تشير إلى أن القرآن موجود بنظاميته كاملاً وكامل الحكم في الأصل المحفوظ لدى الرب جل جلاله. أما بالنسبة لترتيب السور، فهناك اختلاف بين العلماء؛ حيث يرى البعض أنه توقيفي بالكامل، بينما يعتقد آخرون أنه نتيجة الاجتهاد في زمن الصحابة رضوان الله عليهم. ومع ذلك، فإن تقسيم القرآن إلى أجزاء وأحزاب ونحوها هي عمليات تصنيف واستيعاب بشرية ليست جزءاً من الوحي، بل هي طرق عملية سهلت حفظ وتلاوة القرآن الكريم عبر التاريخ الإسلامي. هذه التقسيمات غير إلزامية ذات طابع ديني؛ إذ أنها مبنية أساساً على الراحة والملاءمة العملية وليس على التصريح الديني المتعلق بالقراءة والتلاوة.
إقرأ أيضا:التنوع البشري واللغوي بمنطقة سوس على مر التاريخالتنظيم الفريد للقرآن الكريم فهم ترتيب وتقسيم الآيات والسور
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: