في سورة الروم، الآية التي تتحدث عن خلق الإنسان من ضعف ثم جعل بعد ضعف قوة، تحمل رسالة فلسفية ودينية عميقة. هذه الآية تشير إلى رحلة الإنسان منذ ولادته حتى بلوغه مرحلة القوة والنماء. مفهوم الضعف هنا لا يقتصر على الحالة الجسدية البدنية الضعيفة للجنين أثناء نموه داخل الرحم، بل يشمل أيضاً الحاجة الحيوية للأطفال الصغار لرعاية واهتمام الآخرين. الطفل عند ولادته يكون عاجزاً تماماً وغير قادر على الرعاية الذاتية، مما يجعل وجود الأبوين والمجتمع ضرورياً لبقاءه. تتحدث الآية عن كيفية تحول هذا الضعف إلى قوة، مما يعكس العملية الطويلة والمعقدة التي تمر بها كل كائن حي خلال مراحل مختلفة من النمو والتطور البيولوجي والعقلي والروحي. هذا التحول ينطبق بشكل خاص على البشر الذين يتمتعون بمستويات عالية نسبياً من الذكاء والإبداع والقابلية للتكيف مع مختلف الظروف. عملية الانتقال من الضعف إلى القوة هي رمز للحياة نفسها، حيث تبدأ صغيرة ومحفوفة بالأخطار وتصبح قوية ومتكاملة عبر الزمن والصبر والجهد المستمر. كما أنها دعوة للإنسان لاستخدام هذه القوة المكتسبة لتحقيق الخير والاستقامة بدلاً من الانحراف عنها نحو الشر والفوضى. في النهاية، تعتبر هذه الآية دليلاً على قدرة الله العظيمة وعلمه الشامل بطبيعتنا البشرية وحكمة تدبيره للعالم، مؤكدة إيمان المسلمين بأن الله هو مصدر القوة الحقيقي وأن جميع أشكال الطاقة
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : مضَعضَع- Grocer
- هل يجب على المسلم أن يشرك اسم النبي محمد مع اسم الله -عزّ وجلَّ- في الشهادة له؟ مع أن الله رب العالم
- شركة تأمين لديها برنامج تأمين تقاعدي كالضمان الاجتماعي، تعمل على اقتطاع مبلغ شهري لمدة معينة يتم تحد
- The War Song
- يقولون إنه استنادا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: من حق الرجل المسلم أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاح