الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز وأخلاقه النبيلة

كان الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز نموذجًا للعدل والنبل، حيث تركت فترة حكمه القصيرة أثرًا عميقًا في تاريخ الإسلام. وُلد لعائلة مرموقة، وتربى في بيئة تعزز القيم الإسلامية، مما أكسبه معرفة عميقة بالدين وفقهائه. بعد توليه الحكم بشكل مفاجئ، لم يخذل الأمة بل عمل على تنفيذ الشريعة الإسلامية بحذافيرها، بدءًا من إلغاء الضرائب الجائرة وإعادة تنظيم الدولة وإصلاح الإدارة الحكومية. تبنى سياسة حازمة للقضاء على الفساد، حيث أمر بسجن كل مسؤول ينتهك القانون بغض النظر عن موقعه. كما حرص على مشاركة الفقهاء ومجالس الفتوى قبل اتخاذ القرارات المصيرية لضمان شرعيتها وصوابيتها الدينية. إلى جانب اهتمامه الداخلي بالدولة، اهتم بالأعمال الخيرية والإنسانية لمساعدة الفقراء والمحتاجين داخل وخارج حدود دولته، وخصص جزءًا كبيرًا من خزانة بيت المال للمصاريف الاجتماعية والعون الإنساني للأقليات والدول المحيطة. توفي في سن مبكرة تاركًا إرثًا عظيمًا يستحق الثناء والتقدير من المسلمين حول العالم لما قدمه لأمتهم دينياً واجتماعياً.

إقرأ أيضا:قراءة وتحميل كتاب الجبر والمقابلة (المختصر في حساب الجبر والمقابلة)
السابق
أول خروجٍ عن دين الإسلام قصة الأسود العنسي
التالي
الروحانية والعلم التوازن في فهم الإنسان

اترك تعليقاً