تتميز قصيدة “بلقيس” للشاعر أحمد شوقي باستخدام بارع للصورة الشعرية، حيث تتنوع وتتراوح بين المقارنات والتشبيهات والاستعارات، مما يضيف عمقًا وشعورًا بالحياة للمشهد الموصوف. يستخدم الشاعر الصورة البلاغية لتوضيح قوة وقدرة الملكة بلقيس، مشبهاً إياها بالمطر المنتظر (على العرشِ الجَليلِ تجلسُ المُلُوكْ/ وهي كالغيمِ يُنتظرُ من القطري). يؤكد هذا التشبيه على دورها الحيوي كمصدر رزق ونماء دائم، مختلف عن الأمطار الموسمية المؤقتة.
كما تقدم القصيدة أيضًا صورًا مرئية نابضة بالحياة خلال وصف مراسم زواج بلقيس بالنبي سليمان، حيث تقارن السجادة البيضاء ببريق النجوم عند نزولها بالسماء (“ففي هذه اللحظة، يصوّر شوقي تلك السجادة بأنها كالنجوم حين تهبط بالأفق دارس”). تضيف هذه الاستعارة طبقة من الجمال والسحر إلى الحدث التاريخي. بالإضافة إلى ذلك، تستخدم القصيدة الصور الطبيعية الحسية لفهم أحاسيس الشخصية الداخلية؛ فتظهر ندى الصباح على أوراق الأشجار كرمز للسعادة والنشوة التي تغمر قلب بلقيس.
إقرأ أيضا:مساحة حوارية: القضية اللغوية في العالم العربيهذه الصور