المدينة المنورة، المعروفة قديماً باسم يثرب، لها تاريخ عريق يعود إلى العصور القديمة. وفقاً للكتابات المعينية، كان اسم يثرب شائع الاستخدام قبل القرن السابع قبل الميلاد. وقد ذكر الجغرافي الشهير بطليموس المدينة باسمها القديم، مما يؤكد على أهميتها التاريخية. كانت المدينة موطناً لأول من سكنها، وهم العماليق والمعينيون، ثم هاجر إليها اليهود من فلسطين بعد تدمير بيت المقدس على يد بختنصر. كما نزحت قبائل من مملكة سبأ في اليمن، مثل الأوس والخزرج، إلى المدينة المنورة بسبب خصوبة أرضها ووفرة ينابيعها. مع مرور الوقت، تحولت قبيلتا الأوس والخزرج إلى عدوين لدودين، واندلعت بينهما حروب طاحنة استمرت لأكثر من عام. أما بالنسبة لأصل التسمية، فقد اختلف المؤرخون العرب في تحديدها؛ بعضهم يعتقد أن يثرب مشتقة من التثريب، والذي يعني الفساد، بينما يرى آخرون أنها نسبة إلى رئيس العماليق يثرب. تُعتبر المدينة المنورة مدينة مباركة، حيث بارك الله تعالى في كل شيء فيها، ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم بالبركة لها. تقع المدينة في الحجاز وتحيط بها الجبال من ثلاث جهات، بينما يُحيط بها النخيل من جهتها الرابعة، مما جعلها تُعرف بمدينة النخيل.
إقرأ أيضا:تاريخ الضعيف (تاريخ الدولة السعيدة)إقرأ أيضا