تأثير التكنولوجيا المتطورة على الصحة النفسية هو موضوع معقد ومتعدد الأبعاد. من جهة، توفر التكنولوجيا الحديثة فرصًا هائلة للتعلم والتواصل، مما يعزز الشعور بالترابط العالمي والتواجد المستمر في شبكات مختلفة. ومع ذلك، فإن الاستخدام الزائد لهذه الوسائل يمكن أن يؤدي إلى مشكلات نفسية خطيرة مثل الإدمان الإلكتروني، التوتر النفسي، الاكتئاب، وأعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث العلمية إلى أن التعرض للشاشات قبل النوم يمكن أن يؤثر سلبًا على جودة النوم من خلال تقليل إنتاج هرمون الميلاتونين، مما يؤدي إلى اضطراب دورة النوم الطبيعية وزيادة خطر الأمراض الخطيرة مثل السرطان والسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية. كما أن ظاهرة التطفل المعرفي، التي تحدث عندما يتم تقسيم انتباه الفرد بين عدة مهام ومتابعة عدد كبير من المعلومات في نفس الوقت، تضع ضغطًا كبيرًا على الدماغ وتقلل من القدرة على التركيز والإنتاجية. لذلك، يبقى تحقيق توازن صحي بين استخدام التكنولوجيا والحياة الشخصية قضية حيوية تحتاج إلى إعادة النظر الدائم والمراجعة المستمرة.
إقرأ أيضا:كتاب أساسيات الهندسة النووية
