تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب هو موضوع معقد يتسم بالفوائد والمخاطر. من جهة، توفر هذه المنصات بيئة خصبة للتفاعل الاجتماعي، مما يساعد الشباب على البقاء على اتصال بأصدقائهم وعائلاتهم، ويتيح لهم فرصة إظهار ذواتهم واكتشاف علاقات جديدة. كما أنها تتيح الوصول إلى موارد تعليمية وأخبار مباشرة حول مواضيع هامة تتعلق بالصحة النفسية. من جهة أخرى، يمكن أن يؤدي الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي إلى مخاطر محتملة مثل القلق والاكتئاب. هناك علاقة وثيقة بين زيادة الوقت الذي يقضيه الأفراد عبر الإنترنت والمشاعر المرتبطة بالقلق، بالإضافة إلى تفاقم حالات الاكتئاب الأساسية. كما أن رؤية أحداث سعيدة وحياة مثالية يُصورها الآخرون يمكن أن تؤدي إلى حالة عدم الرضا الداخلي والشعور بعدم الكفاءة الذاتية. علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط إلى توجيه انتباه المستخدم نحو محتوى أكثر عدوانية واتجاهات خطرة مثل تمجيد صور الجسم المثالي غير القابل للتحقيق. لتحقيق توازن صحي، يجب بناء ثقافة اجتماعية تدعو لفهم أفضل لعلاقة الاحتماء داخل حدود الشاشة وخارجها، وضمان القدر الأكبر لانفتاح وتعاطف بشري مباشر وجسماني.
إقرأ أيضا:لا للفرنسة وأيتام فرنسا، نعم للعربية
